الجمعة، 18 مايو 2012

مقال


نضالنا.. وجرائمهم

 مقبل عبدالله

في الوقت الذي يقدم فيه شعبنا الجنوبي خيرة أبناءه في ميادين التضحية والفداء من أجل الحرية والكرامة.. أصبح ليس مستغرباً أن ينتهج نظام الاحتلال جملة من الأساليب الرخيصة والتي تنم عن مدى وحشية هذا النظام الفاقد للإحساس بآدمية الآخرين بداعي أن تلك الأساليب ـ الجرائم الوحشية ـ توفر الحل أو المخرج من مثل هكذا قضايا ليس إلا إقرار صريح بالسياسة الإجرامية لنظام الاحتلال تكشف الصورة الحقيقية لهذا النظام والتي يسعى إلى تلميعها من خلال إخفاء جرائمه بارتكاب جرائم لا تقل في بشاعتها عن سابقتها، يعمل على إلصاقها بالآخرين من خلال الترويج لها عبر إعلامه الرسمي بمختلف قنواته.
ومن المؤكد أن المضي قدماً في هذا الطريق لا يزيد عن كونه مغامرة هوجاء ووهم يعيشه مروجي تلك الأساليب التي أثبتت فشلها في أكثر من زمان ومكان. إذ لم تكن النزعة الاستعلائية وسيادة ثقافة القمع والقوة إلا أهم العوامل إن لم تكن العامل الرئيس في بروز تلك القضايا لما تمثله هذه النزعة من سلوك شاذ، ترفضه الطبيعة السوية للإنسان الطامح إلى حياة مدنية حضارية ترتقي بالإنسان فكراً وسلوك، السبب الذي معه لن يكون من السهل تبرير تلك الجرائم مهما كان حجم الغاية المنطوية وراء ذلك بل على العكس من ذلك فإن التمادي في تقديم تلك الأساليب على كثير من الخيارات المتاحة يوفر المناخ الملائم في توسعة دائرة تلك القضايا متجاوزة حدود الطوق المفروض عليها تدعمها منظمات المجتمع الإنسانية في مختلف بقاع العالم. عندها لن تكون هناك مساحة مواتية بفوات الوقت للعودة إلى أول الطريق إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق